وصار الهلال بدرا


   انطلقت صرخة مدوية في ليلة باردة مظلمة كبر الحاضرون وهللوا وانفرجت أسارير رب الأسرة الذي كان يحلم بهذا اليوم منذ سنين عديدة فقد ظل أياما وليالي يفكر ويخطط لهذه اللحظة الحاسمة. وها هو الآن قد تحول حلمه إلى حقيقة. وصار واقعاً ملموساً بين يديه لم الرجل جهدا في العناية والرعاية لهذا الضيف الجديد. فقد وفر له جميع الإمكانات المادية والمعنوية لكي يشب قويًا بدينه وخلقه. أمينا على أمته. حفيظا على وطنه. ومن أجل ذلك الهدف الأسمى فقد خصص له المبنى اللائق به. والذي اشتمل على كل وسائل التعليم الحديثة. ولم ينس تزويده بأماكن الترفيه والنشاط والإبداع. وفوق ذلك كله استقدم له نخبة مختارة بعناية من المعلمين والمؤدبين الذين يساعدونه على تحقيق غاية كل ما تصبو إليه نفس كل أب وأم لفلذة كبدهما ومهجة فؤادهما ومرت في مسيرة الناشئ فترات من الهبوط والصعود. والانكسار والانتصار. ولكنه استطاع في النهاية أن يجتاز العوائق والمصاعب ولم يستسلم للمثبطات أو المغريات. حتى بلغ أشده. وصار شاباً يافعاً وقد بزغ نجمه وذاع صيته وملأ الدنيا وشغل الناس. وتمنى الكثيرون شرف صحبة الانتساب إليه وها هو الآن يخطو على أعتاب مرحلة الرجولة بخطوات ثابتة واثقة وقد صار علما بارزا يشار إليه بالبنان. وقد جذب انتباه الناس بجمعه بين العلم والخلق والثقافة والقيم والأصالة والمعاصرة والدين والدنيا إنه في تلك اللحظة قد نزل ميدان الحياة   ينشر الحب والعطاء. والقدوة والمثال. والبشر والأمل في أجواء يخيم عليها الخوف والقلق والاضطراب واليأس لقد صارت أهلة الفرقان الصغيرة- المدرسة العربية الخاصة في قطر- بدورا ساطعة جميلة تشع الضياء والصفاء والنقاء على كل من حولها في دنيا الحياة. هنيئا لجميع القائمين والعاملين على رعاية هذا الصرح التربوي الشامخ بمناسبة مرور ثلاثة عقود من العطاء المتواصل والعمل الدؤوب والتطوير المستمر لكي يصبح هذا المولود رجلا تعقد عليه الآمال وتنتظر الأمة منه مزيدًا من الإنتاج وجعل الله بفضله وكرمه أعمالهم خالصة لوجهه الكريم.

 

الأستاذ/ محمد متولي

عدد مجلة الفرقان للعام الأكاديمي: 2017/2018