اللغة العربية.. فضلها وأثرها على الحضارة


 

اللغة العربية.. فضلها وأثرها على الحضارة

 

تهتم مدارس الفرقان الخاصة للبنين باللغة العربية كونها مدرسة عربية خاصة، وتحرص على أن يتعلمها طلابها بأسلوب شيق وجذاب؛ إيمانا منها بأهميتها في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية.

هام الفـؤاد بروضـك الريان           أسمى اللغات ربيبة القرآن

لغة حباها الله حرفاً خالداً           فتضوّعتْ عبـقاً على الأكوان

وتلألأت بالضاد تشمخ عـزةً         وتسيل شهداً في فم الأزمان

تعد اللغة العربية من اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة ، وتحتوي اللغة العربية على 28 حرفـًا مكتوبًا، ويرى بعض اللغويين أنه يجب إضافة حرف الهمزة إلى باقي الحروف، ليصبح عدد الحروف 29 حرفا، وتكتب العربية من اليمين للشمال ، كما أن اللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، فمعجم لسان العرب لابن منظور يحتوي على أكثر من 80 ألف مادة.واشتهرت اللغة العربية باسم لغة القرآن، كما اشتهرت عند البعض بلغة الضاد، ، ولازال هذا الاسم شائعـاً لدى العلماء والدارسين.

فضل اللغة العربية وأثرها في بناء الحضارة العربية.

ترقى المجتمعات بأفكارها, وتفتخر الأوطان بلغاتها, لأن اللغة أفضل السبل لمعرفة هوية المجتمعات وفهم خصائصها، ولذلك كان كل نبي يرسل بلسان قومه، قال الله سبحانه:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم }[إبراهيم :4] ، ولغتنا العربية ركن ثابت من أركان هويتنا, و أداة سجلت أفكارنا وحضارتنا ومجدنا، وبها نزل القرآن الكريم قال الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } [الشعراء: 192-195].

وقال شيخ

الإسلام ابن تيميّة رحمه الله ": فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون[اقتضاء الصراط المستقيم].

وقال أبو حاتم الرازي : " لغات البشر كثيرة لا يمكن حصرها، وأن أفضلها أربع: العربية، والعبرانية، والسريانية، والفارسية، وأن أفضل هذه الأربع لغة العرب، فهي أفصح اللغات وأكملها وأتمها وأعذبها وأبينها" [الزينة في الكلمات الإسلامية]

 . قال الثعالبي: "ومَنْ هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أنّ محمداً خيرُ الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال عليها وعلى تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم..." [فقه اللغة وسر العربية] .

بل تجد بعض كُتَّابِ الغرب يذكر قيمتَها حيث قال كارلو نلينو : " اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقاً وغنى، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها".

وقال فان ديك الأمريكي:" العربية أكثر لغات الأرض امتيازاً، وهذا الامتياز من وجهين: الأول: من حيث ثروة معجمها. والثاني: من حيث استيعابها آدابها."

 الاهتمام بها والتحذير من إهمالها:

1-                كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما -: " أمَّا بعد، فتفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنه عربي"

2-                قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى -: " اعلم أنَّ اعتياد اللغةِ يؤثر في العقلِ والخلقِ والدِّينِ تأثيرًا قويًّا بينًا، ويؤثر أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمَّةِ من الصَّحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ".

3-                قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة  - رحمه الله: - وما زال السلف يكرهون تغييرَ شعائرِ العربِ حتى في المعاملات وهو التكلّم بغير العربية إلاّ لحاجة، كما نصّ على ذلك مالك والشافعي وأحمد، بل قال مالك: مَنْ تكلّم في مسجدنا بغير العربية أُخرِجَ منه. مع أنّ سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها، ولكن سوغوها للحاجة، وكرهوها لغير الحاجة، ولحفظ شعائر الإسلام ".

4-                قال مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - " ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاَّ ذلَّ، ولا انحطَّت إلاَّ كان أمرُه في ذَهابٍ وإدبارٍ ...."

الطالب / راشد سالم راشد المري

مدارس الفرقان الخاصة للبنين

 

عدد مجلة الفرقان للعام الأكاديمي: 2015/2016